للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يوجد بمكة آثار ومقدسات إسلامية كثيرة منها المسجد الحرام أول بيت وضع للناس لقوله تعالى: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين) آل عمران: ٩٦. وهو أول المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال. الكعبة المشرفة ارتبطت نهضة مكة عمرانيا بقيام الكعبة فيها، بئر زمزم البئر المقدسة وتقول الأخبار الإسلامية: إن من فجّرها هو ملك من السماء (جبريل عليه السلام) لينقذ هاجر وابنها إسماعيل من الهلاك عطشا. الحجر الأسود حجر صقيل بيضي الشكل ولونه أسود ضارب إلى الحمرة. يعتبر نقطة بداية الطواف في الأشواط السبعة، ويحرص المسلمون على تقبيله.

الصفا والمروة الصفا جزء من جبل أبي قبيس، يقع في الجهة الجنوبية من المسجد الحرام. والمروة جزء من جبل قعيقعان يقع في الجهة الشمالية الشرقية من المسجد.

كان نزول إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر بمكة المكرمة، بداية الحياة والعمران بها، عندما تركهما خليل الله إبراهيم بهذا الوادي القفر؛ تنفيذا لأمر ربه. فقد دعا إبراهيم ربه وهو عائد إلى الشام دعاءه المشهور الذي جاء في القرآن على لسانه: (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) إبراهيم:٣٧.

ولقد ارتبط ظهور مكة تاريخيا بوظيفتها الدينية، فأصبحت مركزا للمنطقة المحيطة بها ومحطة تجارية بين الشمال والجنوب.

ففي عهد قريش. نالت مكة مكانة مرموقة في التاريخ، وذلك بعد ظهور النبي القرشي محمد على أرض مكة، ثم الخلفاء الراشدين ومن تبعهم. وفي العهد النبوي. ولد الرسول بمكة عام ٥٧١ المعروف بعام الفيل، وبعث بها. وأدى ذلك إلى تغير الأحوال العامة بمكة؛ فقد أزال القرآن الكريم دستور المسلمين الكثير من المفاهيم الجاهلية الراسخة كالعصبية القبلية وغيرها.