للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحرف الزيادة بنوعيها واقتصر على أحرفه الأصلية، ومزيدا إن تضمن أية زيادة عليها.

ولقد ذهب علماء العربية إلى أن الأصل في الحروف أن تتألف من حرف أو حرفين (١) وما جاوزهما فقد خرج عن الأصل فيها وأشبه الأفعال والأسماء (٢) إذ الأصل في هذه أن تتألف من أحرف لا تقل عن ثلاثة، ولا تزيد الأفعال على أربعة أصلية، والأسماء على خمسة منها (٣).

وما جاء من الأسماء على أقل من ثلاثة أحرف فإما أن يكون كذلك حقيقة مثل بعض الضمائر (٤) وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة وأسماء الشرط والاستفهام (٥) وأسماء الأفعال المرتجلة (٦) وغيرها، فيكون خارجا عن الأصل في الأسماء مشبها الحروف في هيئتها وبنائها فأصله ما جاء عليه؛ إذ ليس له أصل غيره يلجأ إليه.

وإما أن يكون الاسم أو الفعل كذلك ظاهرا لا حقيقة مثل يد ودم من الأسماء (٧) وما سقطت همزته من الأفعال، أو سقط حرف أو أكثر من أحرفه الأصلية المعتلة لسبب صرفي أو نحوي (٨) ومثل هذه الألفاظ ينبغي أن تعاد إليها الأحرف الساقطة منها لتعرف أصولها ومن ثم يبحث عنها في المعاجم لأن هذه المعاجم كانت قد اعتمدت في ترتيبها الأحرف الأصلية ما وجد منها في اللفظ وما سقط منه. ويمكن معرفة ما سقط من


(١) مثل الباء، واللام، من، عن. وانظر تقرير هذا الأصل في شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك ١/ ٣٠ - ٣١.
(٢) ولذلك قيل الحروف المشبهة بالفعل لعملها وبنيتها.
(٣) العين- للخليل ٥٥.
(٤) مثل الضمائر المتصلة: وهو، وهي، وهم، وغيرها من المنفصلة.
(٥) مثل من، وما في كل من الأسلوبين.
(٦) مثل صه، بخ.
(٧) إذ الأصل فيهما يدي ودمو لقولهم: (يديت الرجل) أي أصبت يده، وقولهم النسبة إلى الدم دموي.
(٨) مثل (وقى- يقي- ق).