للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

زهرة (١)، وهي بنت عم آمنة بنت وهب أم الرسول صلى الله عليه وسلم، وحمزة شقيق صفية بنت عبد المطلب أم الزبير بن العوام رضي الله عنهم (٢).

ولي أبوه عبد المطلب بن هاشم السقاية والرفادة بعد عمه المطلب، فأقامها للناس، وأقام لقومه ما كان آباؤه يقيمون قبل قومهم من أمرهم، وشرف في قومه شرفا لم يبلغه أحد من آبائه، وأحبه قومه وعظم خطره فيهم (٣)، وكان من أعماله الباقية حتى اليوم حفر بئر زمزم (٤).

وحمزة: عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة، أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب بن عبد المطلب، أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم أياما، وأرضعت قبله حمزة (٥).

وكان حمزة أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، وقيل بأربع، والأول أصح (٦)، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد ولد سنة (٥٧١م)، فإن حمزة قد ولد سنة (٥٦٩م).

وشهد حمزة حرب الفجار الثاني، وكان بعد عام الفيل بعشرين سنة، بعد موت عبد المطلب باثنتي عشرة سنة، ولم يكن في أيام العرب أشهر منه ولا أعظم، وإنما سمي الفجار لما استحل الحيان: كنانة وقيس من المحارم. وكان بين قيس ومعها ثقيف وغيرها، وبين قريش ومعها كنانة والأحابيش وأسد بن خزيمة، فكان على بني هاشم الزبير بن عبد المطلب ومعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وإخوة الزبير وهم: أبو طالب وحمزة والعباس بنو عبد المطلب، وجرت المعركة بين الجانبين في (عكاظ)، فانتصرت قريش وحلفاؤها على قيس وحلفائها (٧).


(١) نسب قريش (١٧).
(٢) تهذيب الأسماء واللغات (١/ ٦٨).
(٣) سيرة ابن هشام (١/ ١٥٣).
(٤) انظر التفاصيل في سيرة ابن هاشم (١/ ١٥٤ - ١٦٤).
(٥) أنساب الأشراف (١/ ٩٤).
(٦) أسد الغابة (٢/ ٤٦).
(٧) انظر التفاصيل في ابن الأثير (١/ ٥٨٨ - ٥٩٥).