شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتوى الحموية الكبرى" ثم قال: والزهري ومكحول هما أعلم التابعين في زمانهم، والأربعة الباقون أئمة الدنيا في عصر تابعي التابعين. ونقل الشيخ أيضا عن أبي سليمان الخطابي أنه قال في رسالته المشهورة في "الغنية عن الكلام وأهله ": فأما ما سألت عنه من الصفات، وما جاء منها الكتاب والسنة فإن مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها. انتهى.
وإذا علم هذا فليس من مذهب السلف أن معية الله لخلقه معية ذاتية، ولم يقل ذلك أحد من علماء أهل السنة والجماعة فيما علمت، وإنما هو من أقوال أهل البدع، وهم الذين يقولون: إن الله بذاته فوق العالم، وهو بذاته في كل مكان. وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، وتقدم في أول الكتاب، فليراجع. ومن زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية، واستدل على ذلك بنزول الرب - تبارك وتعالى - إلى سماء الدنيا في آخر الليل، ودنوه من أهل الموقف في عشية يوم عرفة فقد أبعد النجعة وقال على الله بغير علم.