للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تضمن أو التزام.

ومنه كل صفة دل عليها فعل من أفعاله، كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين عباده يوم القيامة، ونحو ذلك من أفعاله التي لا تحصى أنواعها، فضلا عن أفرادها {وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} (١)

ومنه. الوجه والعينان واليدان ونحوها.

ومنه: الكلام والمشيئة والإرادة بقسميها الكوني والشرعي، فالكونية بمعنى المشيئة، والشرعية بمعنى المحبة.

ومنه: الرضا والمحبة والغضب والكراهة ونحوها (٢).

ومما ورد نفيه من الله سبحانه لانتفائه وثبوت كمال ضده: الموت، والنوم، والسنة، والعجز، والإعياء، والظلم، والغفلة، عن أعمال العباد، وأن يكون له مثيل أو كفؤ ونحو ذلك (٣). ومما لم يرد إثباته ولا نفيه لفظ (الجهة)، فلو سأل سائل هل نثبت لله تعالى جهة؟

قلنا له: لفظ الجهة لم يرد في الكتاب والسنة إثباتا ولا نفيا، ويغنى عنه ما ثبت فيهما من أن الله تعالى في السماء. وأما معناه فإما أن يراد به جهة سفل، أو جهة علو تحيط بالله، أو جهة علو لا تحيط به.

فالأول باطل؛ لمنافاته لعلو الله تعالى الثابت بالكتاب والسنة والعقل والفطرة والإجماع.

والثاني باطل أيضا؛ لأن الله تعالى أعظم من أن يحيط به شيء من مخلوقاته.

والثالث حق؛ لأن الله تعالى العلي فوق خلقه، ولا يحيط به شيء من مخلوقاته.

ودليل هذه القاعدة السمع والعقل.

فأما السمع فمنه قوله تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (٤)، وقوله: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (٥).


(١) سورة إبراهيم الآية ٢٧
(٢) أدلة هذه مذكورة في مواضعها من كتب العقائد.
(٣) أدلة هذه مذكورة في مواضعها من كتب العقائد.
(٤) سورة الأنعام الآية ١٥٥
(٥) سورة الأعراف الآية ١٥٨