للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودليل ذلك السمع والعقل.

أما السمع فقوله تعالى: الروح الأمين {عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} (١) {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} (٢)، وقوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (٣)، وقوله: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (٤)، وهذا يدل على وجوب فهمه على ما يقتضيه ظاهرة باللسان العربي إلا أن يمنع منه دليل شرعي.

وقد ذم الله تعالى اليهود على تحريفهم، وبين أنهم بتحريفهم من أبعد الناس عن الإيمان فقال: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (٥). وقال تعالى: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} (٦) الآية.

وأما العقل فلأن المتكلم بهذه النصوص أعلم بمراده من غيره، وقد خاطبنا باللسان العربي المبين، فوجب قبوله على ظاهره، وإلا لاختلفت الآراء، وتفرقت الأمة.


(١) سورة الشعراء الآية ١٩٤
(٢) سورة الشعراء الآية ١٩٥
(٣) سورة يوسف الآية ٢
(٤) سورة الزخرف الآية ٣
(٥) سورة البقرة الآية ٧٥
(٦) سورة النساء الآية ٤٦