للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنه ما لا يليق به، ويثبت ما يليق به من كمال الصفات. ولكن الصفات الثبوتية في القرآن الكريم أكثر من الصفات السلبية، إذ إن الوصف بالصفات الثبوتية أكثر إيضاحا من الوصف بالصفات السلبية. فلو وصفنا إنسانا بأنه: ليس حمارا ولا قطا ولا أسدا ولا ذئبا ولا جبلا ولا حجرا. . ولا. . . ولا. . وهكذا فإننا لن نستطيع إفهام السامع بما نريد.

ولكننا لو قلنا: إنه جسم مخلوق متحرك ناطق حساس مفكر له يدان ورجلان وعينان. . . إلى آخر تلك الأوصاف، لكان هذا أقرب إلى البيان. - ولله المثل الأعلى.

ولهذا فإن المطلع على القرآن الكريم يرى ذلك المنهج واضحا جليا.

ففي الإثبات:

يقول عز وجل: {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (١)، ويقول {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (٢) {اللَّهُ الصَّمَدُ} (٣)، ويقول {وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (٤)، {وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} (٥)، {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (٦)، {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (٧). . . إلى آخر ما هنالك من الآيات التي تبين ما لربنا سبحانه وتعالى من كمال الصفات.

وفي النفي:

يقول تعالى: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} (٨) {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (٩).

ويقول {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} (١٠)، وقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (١١)، ويقول {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} (١٢).


(١) سورة البقرة الآية ٢٥٥
(٢) سورة الإخلاص الآية ١
(٣) سورة الإخلاص الآية ٢
(٤) سورة التحريم الآية ٢
(٥) سورة الروم الآية ٥٤
(٦) سورة الشورى الآية ١١
(٧) سورة إبراهيم الآية ٤
(٨) سورة الإخلاص الآية ٣
(٩) سورة الإخلاص الآية ٤
(١٠) سورة مريم الآية ٦٥
(١١) سورة الشورى الآية ١١
(١٢) سورة البقرة الآية ٢٥٥