للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القارئ لا يغفل أنه يريد أن يدعي هذا المقام لنفسه لا لغيره بأسلوب صوفي معروف لدى كل العارفين بأسلوب القوم إذا هي فرية ودعاية في آن واحد، وهذا ديدنهم - وهناك فرية أخرى يطلقها التيجاني أيضا إذ يقول: (إن حقيقة القطبانية هي الخلافة العظمى عن الحق (الله) مطلقا في جميع الوجود جملة وتفصيلا، حيثما كان الرب إلها كان هو خليفة في تصريف الحكم وتنفيذه في كل من له عليه ألوهية لله تعالى، فلا يصل إلى الخلق شيء كائنا ما كان من (الحق) إلا بحكم القطب، ثم قيامه في الوجود بروحانيته في كل ذرة من ذرات الوجود). . . إلى آخر تلك الفرية الطويلة التي تنبئ عن خلو قلب هذا الفاجر من الإيمان بالله سبحانه وتقديره حق قدره.

وهذه الفرية كالتي قبلها، دعوة صريحة للربوبية، لأن له التصرف المطلق في الكون جملة وتفصيلا، وهو كفر لم يتورط فيه أبو جهل وأمثاله من كبار صناديد قريش الذين قاتلهم رسول الإسلام واستباح دماءهم وأموالهم وسبى ذراريهم.

ولكنه كفر يتورط فيه أكثر كبار مشايخ الصوفية كما سيأتي تفصيل ذلك عند الحديث عن ديوانهم الباطني.

وللشيخ التيجاني فرية أخرى في نفس المعنى ولكنها تمتاز بما تتضمنه من دعاية صريحة لطريقته (التيجانية)، وفيها من أساليب تضليل الناس ما ليس في غيرها من أكاذيبه المتنوعة، إذ يعد أتباعه بالجنة التي لا يملكها، بل هي حرام عليه إن مات على ما كان عليه من كفره وزندقته، ومع ذلك يقدم لأتباعه ضمانات كاذبة بدخول الجنة طالما تفانوا في طاعته وخدمته وقدموا له طعاما شهيا في حياته فإنهم يدخلون الجنة بلا حساب ولا عقاب. وذلك حيث يقول: (أخبرني سيد الوجود (يقظة) لا مناما كل من أحسن إليك بخدمة أو غيرها، وكل من أطعمك يدخلون الجنة بلا حساب ولا عقاب، فسألته لكل من أحبني ولكل من أحسن إلي بشيء من مثقال ذرة ومن أطعمني طعامه كلهم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عقاب، وسألته لكل من أخذ مني ذكرا أن تغفر لهم جميع ذنوبهم ما تقدم منها وما تأخر، وأن يرفع الله عنهم محاسبته، وأن يكونوا آمنين من عذاب الله من