للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يخدم النبي عليه الصلاة والسلام مرافقته في الجنة فقال له: «أعني على نفسك بكثرة السجود (١)»، أي أكثر من الصلاة حتى يكون ذلك سببا لدخولك الجنة ومرافقتي، ولم يقل له: أبشر أنت معي في الجنة، وإنما وجهه وأرشده إلى الأسباب علما بأنه قد بشر بعض الصحابة بالجنة بوحي من الله مثل العشرة المبشرين بالجنة وغيرهم من بعض الصحابة، ودعا لبعضهم أن يجعله الله من الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عقاب، ثم أخبره بأنه منهم كما في قصة (عكاشة)، لأنه عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى. لو علم أتباع التيجاني الجاني مثل هذا الموقف وهذه النصوص ما مكثوا على مواعيد التيجاني الكاذبة ساعة، بل لكفروا به ولعنوه لعنا كبيرا، ولكن الجهل والببغائية وحسن الظن المبالغ فيه، والطيبة الزائدة، ضيعت جماهير المسلمين وجعلتهم يقادون فينقادون دون أدنى تردد في كل ما يصدر من هؤلاء الأفاكين.

وقد يستغرب بعض الناس مثل هذا الإيمان من أتباع التيجاني وأمثاله من مشايخ الصوفية المضلين. كيف يصدق ويؤمن الإنسان بوعدهم بالجنة وهم لا يملكون الجنة؟

حقا إن القصة أو الحكاية لغريبة، فتعال لأحدثك عن بعض الثقات وهم شهود عيان ما هو أغرب من هذا وذلك حين يعبث بعض مشايخ الصوفية بالأعراض والدراوشة المستضعفون يطيعون المشايخ حتى في هتك الأعراض، حدثني ثقة أن من خصوصية بعض مشائخ الطرق في بعض الجهات أن أي درويش إذا تزوج وتم الزفاف يترك (غرفة النوم) في الليلة الأولى ليزور الشيخ (الغرفة) فيباركها له، ثم يأمره في الليلة الثانية ليذهب إلى بيته وقد حلت البركة، وربما تتطلب الحال أن يكرر الشيخ الزيارة في الليلة الثانية، فإذا (قضى منها وطرا) أمر الدرويش الغبي أن يذهب إلى البيت المبارك (الملوث)، هكذا يعبث مشايخ الصوفية بجميع القيم فيفسدون العقيدة ويفسدون الأخلاق ويعبثون في الأعراض ويسلبون الأموال ويأكلونها بالباطل، ويستعبدون الجهال من الناس، ويصدون عن سبيل الله، ويعادون الدعاة إلى الله تعالى لأنهم يبصرون الناس حتى يدركوا أن مشايخ الصوفية ضللوهم وأبعدوهم عن الدين الحق الذي جاء به رسول الهدى محمد عليه الصلاة والسلام.

مكر وعربدة ومجون. . وهذه الصفات في لغتهم كرامات وبركات وزهد وعبادة


(١) صحيح مسلم الصلاة (٤٨٩)، سنن الترمذي الدعوات (٣٤١٦)، سنن النسائي التطبيق (١١٣٨)، سنن أبو داود الصلاة (١٣٢٠)، سنن ابن ماجه الدعاء (٣٨٧٩)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٥٧).