لا يوجد التداخل الذي أشرتم إليه؛ لأن اللائحة الداخلية للأمانة العامة للدعوة الإسلامية قد حددت مهمة الأمانة بعبارات يمكن تلخيصها بأنها التخطيط لنشر الدعوة الإسلامية والعمل على التنسيق بين الأجهزة العاملة في الدعوة في المملكة ومتابعة القرارات والأوامر المتعلقة بنشر الدعوة، ولا بد من التذكير هنا بأن الأمانة العامة للدعوة الإسلامية منبثقة عن الهيئة العليا للدعوة، كما أسلفت ومرتبطة بها، وهي تتلقى منها التوجيه وترفع إليها ما تراه محققا للغرض الذي من أجله أنشئت الأمانة.
إن إنشاء الأمانة العامة للدعوة الإسلامية وبروزها إلى أرض الواقع شاهد من شواهد شتى على اهتمام صاحب الجلالة الملك فيصل بن عبد العزيز حفظه الله بالدعوة الإسلامية والعمل على إعلاء كلمة الله ورفع راية الإسلام في العالم!
هذا هو عين الواقع، وتعلمون أن من أهم أسباب النجاح لعمل ما أن يوجد له جهاز خاص يقوم بالتخطيط له، وجعل إجراءاته تقوم على أساس مدروس من قبل أشخاص متخصصين ومتفرغين لذلك.
هل نفهم من ذلك أن جهاز الأمانة العامة للدعوة الإسلامية يشتمل على خبراء في هذا الميدان؟
نعم يضم جهاز الأمانة العامة للدعوة الإسلامية عددا من وظائف الخبراء يجري الآن العمل على ملئها بأشخاص ذوي كفاية ومقدرة واتجاه إسلامي حميد، وتضم تلك الوظائف عدة خبراء في مجال الدعوة الإسلامية والتعليم الإسلامي والإعلام والنشر وشئون المسلمين في الأقطار النائية.
ولكن متى بدأت الأمانة العامة للدعوة الإسلامية في مباشرة نشاطها الفعلي؟
الحقيقة أن الأمانة العامة للدعوة الإسلامية حديثة النشأة إذ لم يمض على صدور قرار مجلس الوزراء الموقر بتعيين الأمين العام للدعوة الإسلامية إلا مدة قليلة، وبالتحديد كان ذلك في الرابع والعشرين من شهر شعبان الماضي؛ ولذلك فإن الأمانة لم تستكمل بعد تعيين الموظفين اللازمين لها.