للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صحيحة، وأن تهيئ لهم العيش مدة دراستهم في هذا الوسط الإسلامي في المدينة المنورة مهبط الوحي، ومنطلق الرسالة المحمدية على أساس إسلامي أخوي بحيث تذوب فيه الفوارق المظهرية وتتهاوى الحواجز اللونية الإسلامية الصافية وتشبع بروح الإخاء الإسلامي. وهذا من أهم الأعمال على طريق الوحدة في المشاعر والأهداف والأعمال بين المسلمين جميعا، وهو بالتالي من أهم أغراض الدعوة الإسلامية كما هو ظاهر. وقد حققت الجامعة جزءا كبيرا من أهدافها وهي سائرة بإذن الله على هذا السبيل الحميد، نسأل الله تعالى للمسئولين فيها المزيد من التوفيق إلى الخير والمثوبة على ما بذلوه ويبذلونه من جهد صادق في هذا الميدان.

السؤال الحادي عشر: هل من كلمة يود فضيلتكم قولها في ختام هذا الحديث؟

* * *

نعم: أولا أريد أن أحمد تعالى وأشكره على أن رزق هذه البلاد بملك عادل كريم يعرف واجبات الإمام المسلم نحو إخوانه في الدين ويعمل على مساعدتهم بما يستطيع، ومن أهم ذلك الدعوة إلى تضامنهم وتآخيهم، والعمل على ما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم، ثم أرجو من جميع إخواني المسلمين أن يتذكر كل واحد منهم أن الإسلام ليس بالقول فقط، بل هو عقيدة وقول وعمل؛ ولذلك يجب عليه أن يحاسب نفسه عندما يعمل شيئا أو يتركه بأن يكون عمل ما يعمله طاعة لأمر الله واجتناب ما يجتنبه انتهاء عما نهى عنه الله، وأن يذكر كل مسلم أن عليه واجب الدعوة إلى الله بقدر استطاعته، سواء بلسانه أو بماله أو بقلمه، كما قال الله تعالى مخاطبا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} (١) وقال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} (٢)

وقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا} (٣) نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمع قلوب المسلمين على ما يرضيه، ويوفقهم إلى ما فيه صلاحهم ونجاحهم في أمور دينهم ودنياهم.


(١) سورة يوسف الآية ١٠٨
(٢) سورة النحل الآية ١٢٥
(٣) سورة فصلت الآية ٣٣