للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العرب بالفقيه (١).

وقال ابن عمار: ما كان بالكوفة في زمان وكيع الجراح أفقه ولا أعلم بالحديث من وكيع كان وكيع جهبذا (٢).

وقال حنبل بن إسحاق: قال أبو عبد الله (أحمد): ما رأيت بالبصرة مثل يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الرحمن أفقه الرجلين، قيل له: فوكيع وأبو نعيم قال: أبو نعيم أعلم بالشيوخ وأساميهم وبالرجال، ووكيع أفقه (٣).

وقال آدم بن سعيد المديني: دخلت على وكيع بن الجراح في الطواف، فسألته عن أربعمائة مسألة، وحفظت عنه أجوبتها (٤).

وكان لا يفتي في موسم الحج في أيام منى حتى يرجع إلى مكة (٥)، ومع كونه موصوفا بأفقه أهل عصره، وأنه كان يفتي لم نجد من أقواله وآرائه إلا قليلا في بطون الكتب.

ونظرة عابرة على ما وصل إلينا من آرائه في الفقه، تعطينا فكرة عن منهجه في الإفتاء والفقه وهو في الكوفة، وكان يمشي مع ظاهر أدلة الكتاب والسنة، وكان شديد الرد على أهل الرأي الذين اتخذوا منهجا مستقلا في باب الفقه والإفتاء من اعتماد على قواعد وضوابط مستنبطة تبلورت من خلال ممارسة الاستنباط والاستدلال عند علماء الكوفة والبصرة.

وفاته: اختلف في تاريخ وفاته على أقوال، فقيل: إنه توفي سنة ١٩٦ هـ، وقيل: سنة ١٩٧ هـ وقيل: سنة ١٩٨ هـ وقيل سنة ١٩٩ هـ، والقولان الأخيران شاذان، والقول بأنه توفي في سنة ١٩٧ هـ هو أقرب إلى الصواب على أنه ليس هناك فرق بين القولين كبير لأن


(١) جمهرة أنساب العرب (٢٨٧).
(٢) تاريخ بغداد (١٣/ ٤٧٥) وتاريخ دمشق (١٧/ ٣٩٥ / ب).
(٣) تهذيب الكمال (٨/ ٧٣٢ / ب).
(٤) أخبار أصفهان (١/ ١٦٩).
(٥) تاريخ بغداد (١٣/ ٤٨٠).