جني DJenne في السنغال - والذي صممه المهندسون المسلمون، بل إن الزي العسكري الذي اختاره مصممو الأزياء الفرنسيون للقوات السنغالية كان مستوحى إلى حد كبير من الزي الإسلامي السنغالي.
وكما سبق أن ذكرنا؟ كان الإسلام يحقق لمعتنقيه الكبرياء والكرامة، كما شعر الوثني بالدفء الإنساني، بعد اعتناقه الإسلام، ولهذا أصبح مسلما مخلصا لا يزعزعه شيء عن إسلامه، فقد كان ضالا حتى وجد الهدى، وكان ضعيفا منكسرا، فوجد في الإسلام القوة، وكان هائما على وجهه في الغابات فأصبح عضوا عاملا في مجتمع إسلامي مسئول عنه، وكان عائلا فأغناه دين الله، وبخاصة بعد أن رأى فرنسا المتصلبة تحني رأسها للإسلام، وتتملق المسلمين. وكما يحدث في الهند اليوم حيث يتدفق أبناء طبقة المنبوذين للدخول في الإسلام، تحررا من الوضع المهين الذي صنفتهم فيه الديانة الهندوكية. تدفقت الطبقات الدنيا من الزنوج الأفارقة، والعبيد على الإسلام، طلبا للحرية وللعتق وللتحرر، ولاستعادة الكرامة المفقودة والدخول في دين يعامل الناس سواسية، كأسنان المشط. فيذكر لنا سكنر Skinner أن جميع العبيد والمستعبدين من أبناء قبيلة النوبير (أو الموسى) دخلوا الإسلام. وكان يكفي للمنبوذ أن يعتنق الإسلام، ويذهب إلى مكة لأداء فريضة الحج، ليعود وقد حمل لقب " حاج " وهذا كاف لأن يجعله ذا صوت قوي، يخيف السلطات الفرنسية ذاتها.
وإزاء ذلك خفت درجة الغليان الإسلامي في غرب أفريقيا، وهدأت الحركات الإسلامية الداعية إلى الجهاد ضد الإنجليز والفرنسيين. وبالرغم من ذلك فإننا نجد بعض حركات الإصلاح الديني الإسلامي تظهر مثل " الهمالية " Haimallism والسنوسية، وتثير قلق وخوف السلطات الأوروبية الحاكمة، وفيما عدا ذلك أصبحت القوات الإسلامية هي التي تحمل تيارات الحضارة الغربية الحديثة. أما بالنسبة للبعثات التبشيرية المسيحية، فقد ظلت قابضة على المدارس التي تخرج طبقة من الأفارقة " المتفرنجين " سلوكا، ولسانا ورداء، وبالرغم من ذلك فإن عدد الوثنيين الذين تحولوا إلى المسيحية لم يزد عن عشر عدد الذين تحولوا إلى الإسلام.
هذه نظرة سريعة عن سياسة السلطات الاستعمارية في غرب أفريقيا، إزاء الإسلام والمسلمين والله أعلم.