للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المرفوع، و (الإله) معناه: المألوه بالعبادة- وهو الذي تألهه القلوب وتقصده رغبة إليه في حصول نفع أو دفع ضرر.

وأما أركان لا إله إلا الله: -

فلها ركنان:

الركن الأول: النفي، والركن الثاني: الإثبات.

والمراد بالنفي نفي الإلهية عما سوى الله تعالى من سائر المخلوقات.

والمراد بالإثبات إثبات الإلهية لله سبحانه، فهو الإله الحق- وما سواه من الآلهة التي اتخذها المشركون فكلها باطلة، {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} (١).

قال الإمام ابن القيم: فدلالة لا إله إلا الله على إثبات إلهيته أعظم من دلالة قوله:

الله إله- وهذا لأن قول: (الله إله) لا ينفي إلهية ما سواه، بخلاف قول لا إله إلا الله فإنه يقتضي حصر الألوهية ونفيها عما سواه، وقد غلط غلطا فاحشا من فسر الإله بأنه القادر على الاختراع.

قال الشيخ سليمان بن عبد الله في شرح كتاب التوحيد: فإن قيل قد تبين معنى الإله والإلهية فما الجواب عن قول من قال بأن معنى الإله القادر على الاختراع ونحو هذه العبارة؟ قيل: الجواب من وجهين، أحدهما: أن هذا قول مبتدع لا يعرف أحد قاله من العلماء ولا من أئمة اللغة وكلام العلماء وأئمة اللغة هو معنى ما ذكرنا كما تقدم فيكون هذا القول باطلا. الثاني: على تقدير تسليمه فهو تفسير باللازم للإله الحق، فإن اللازم أن يكون خالقا قادرا على الاختراع، ومتى لم يكن كذلك فليس بإله حق وإن سمي إلها، وليس مراده أن من عرف أن الإله هو القادر على الاختراع فقد دخل في الإسلام وأتى بتحقيق المرام من مفتاح دار السلام فإن هذا لا يقوله أحد، لأنه يستلزم أن يكون كفار العرب مسلمين ولو قدر أن بعض المتأخرين أراد ذلك فهو مخطئ يرد عليه بالدلائل السمعية والعقلية (٢).


(١) سورة الحج الآية ٦٢
(٢) تيسير العزيز الحميد ص (٨٠).