للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} (١) ونفي النسيان عن طريق نفي كينونته أروع وأوضح، إذ هو بالنسبة لله لا وجود له، لا أنه موجود ثم نفي، وحاشا للحكم العدل اللطيف الخبير أن تلم به ظاهرة هو ركبها في الإنسان؛ لتنسجم له أسباب الحياة.

(ب) - وفي موضع آخر يطمئن رب العالمين نبيه بأنه سيكون بمنجاة من هذه الظاهرة البشرية في مجال الوحي وتبليغ الشريعة، فيقول له: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى} (٢) ففي هذه الآية ينفي القرآن النسيان عن النبي عليه الصلاة والسلام في كل ما يتصل بالوحي، وتبليغ الرسالة.

(ج) - وفي موضع ثالث ينفيه عن الكتاب أو اللوح المحفوظ الذي سجل فيه أقدار الخلق وأعمالهم ومصايرهم، ووحي الله وأمره إليهم، قال تعالى: {قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى} (٣)، وإذا تصورنا نفي الضلال والنسيان منسوبا لله في هذه الآية، فإننا بهذا الاعتبار ندخلها في الموضع الأول.


(١) سورة مريم الآية ٦٤
(٢) سورة الأعلى الآية ٦
(٣) سورة طه الآية ٥٢