للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعلى قدر بشريتهم شرع لهم من الدين ما وصى به رسله جميعا {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (١).

والكتاب المنزل ذكر؛ لأنه يضع أمام ذاكرة البشر هذه المبادئ التي تحكم الحياة، وتقود السلوك، إنه ذكر حكيم، وذكرى للمؤمنين.

وقد جاء الذكر بهذا المعنى في واحد وثلاثين موضعا من القرآن الكريم، من هذه المواضع ما كان الذكر فيه بمثابة العلم على القرآن {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} (٢)، {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (٣)، {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} (٤)، {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} (٥)، {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ} (٦)، ومعنى هذه الآية أنهملكم فنحرمكم من هدي الكتاب لتجاوزكم حد الاعتدال. . وتتساءل قريش في استنكار: كيف ينزل هذا الذكر على محمد من بينهم؟ {أَؤُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ} (٧)، {أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ} (٨).

وقد يترك القرآن ببيانه المعجز آثارا في القوم، يندر في قلوبهم حقدا، وفي أعينهم زيغا وغيظا {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ} (٩)


(١) سورة الملك الآية ١٤
(٢) سورة الحجر الآية ٦
(٣) سورة الحجر الآية ٩
(٤) سورة النحل الآية ٤٤
(٥) سورة الأنبياء الآية ١٠٥
(٦) سورة الزخرف الآية ٥
(٧) سورة ص الآية ٨
(٨) سورة القمر الآية ٢٥
(٩) سورة القلم الآية ٥١