للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الصحيحين عن حذيفة قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين، رأيت أحدهما (١) وأنا أنتظر الآخر؛ حدثنا «أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ونزل القرآن (٢)». . . وذكر الحديث بطوله، ولا تتسع هذه الورقة لذكر ذلك.

وإنما المقصود التنبيه على أن ذلك كله مما بلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس، وبلغنا أصحابه عنه الإيمان والقرآن حروفه ومعانيه، وذلك مما أوحاه الله إليه. كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} (٣).

وتجوز القراءة في الصلاة وخارجها بالقراءات الثابتة الموافقة لرسم المصحف كما ثبتت هذه القراءات وليست بشاذة حينئذ. والله أعلم بالصواب (٤).

تمت بحمد الله وعونه وحسن توفيقه في يوم الثلاثاء سادس عشرين جماد [ى] الأولى من شهور سنة تسع وخمسين وثمانمائة (٥).


(١) أي رآه يتحقق.
(٢) رواه البخاري في صحيحه (كتاب الرقاق - باب رفع الأمانة) ٧/ ١٨٨ - ١٨٩.
(٣) سورة الشورى الآية ٥٢
(٤) (بالصواب) ليست في (ف).
(٥) سطر الختام ليسا في (ف).