ابن مسعدة عن حمزة بن يوسف عن ابن عدي، عن محمد بن علي بن مهدي بنفس ذلك السند الذي عند الطبراني، ولفظ ابن الجوزي أنبأنا محمد بن عبد الملك، أنبأنا ابن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا ابن عدي، حدثنا محمد بن علي بن مهدي، حدثنا موسى بن عبد الرحمن، حدثنا زيد بن الحباب أخبرني عبد الله بن المؤمل حدثنا أبو الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من مات في أحد الحرمين مكة أو المدينة بعث آمنا» هكذا روى ابن الجوزي هذا الحديث، وجزم بعدم صحته وبين ذلك بقوله:(فيه - أي في إسناده - عبد الله بن المؤمل قال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد، وفيه موسى بن عبد الرحمن، قال ابن حبان دجال يضع الحديث). انتهى كلام ابن الجوزي. ويرد على ما نقله عن ابن حبان في موسى بن عبد الرحمن المسروقي قول الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم في ترجمته من (كتاب الجرح والتعديل) جـ ٤ قسم (١)[كتب عنه - أي عن موسى بن عبد الرحمن المسروقي أبي قديما وكتبت عنه أخيرا، وهو صدوق ثقة]، انتهى الكلام.
ولحديث جابر هذا طريق آخر عند ابن الجوزي في باب ثواب من مات في طريق مكة " من الموضوعات " جـ ٢ ص ٢١٧ - ٢١٨ قال: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا أحمد بن يوسف حدثنا ابن عدي، حدثنا محمد بن الحسن بن موسى الكوفي، حدثنا محمد بن عمرو بن يونس، حدثنا إسحاق بن بشر الكاهلي، حدثني أبو معشر المديني، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات في طريق مكة لم يعرضه الله عز وجل يوم القيامة ولم يحاسبه». هكذا روى ابن الجوزي هذه الرواية ثم قال: هذا حديث لا يصح والمتهم به إسحاق بن بشر، (١) وقد كذبه ابن أبي شيبة وغيره. وقال الدارقطني: هو في عداد من يضع الحديث، انتهى.
(١) لفظ " بشر " هو الصواب لا لفظ ظهير الذي ورد في " الموضوعات ".