به المنقولات. وهكذا المبتدعون من هذه الأمة أهل الضلالات. وإنما الإسناد لمن أعظم الله عليه المنة أهل الإسلام والسنة يفرقون به بين الصحيح والسقيم والمعوج والقويم. وغيرهم من أهل البدع والكفار، إنما عندهم منقولات يأثرونها بغير إسناد وعليها من دينهم الاعتماد، وهم لا يعرفون فيها الحق من الباطل ولا الحالي من العاطل. وأما هذه الأمة المرحومة وأصحاب هذه الأمة المعصومة، فإن أهل العلم منهم والذين هم من أمرهم على يقين. فظهر لهم الصدق من المين كما يظهر الصبح لذي عينين (١).
وهذا تحقيق عظيم لم يسبق إليه شيخ الإسلام - رحمه الله - إذ استنتج من كون الإسناد من خصائص المسلمين، أن ما ليس من الإسلام الصحيح من العقائد والآراء، فإنه لا سند له يعتمد عليه، وإنما هي أقوال بلا دليل ومنقولات بغير إسناد. وقد فصل " هذا الكلام الإمام الأندلسي أبو محمد علي بن حزم رحمه الله في كتابه (الفصل في الملل والنحل) أحسن تفصيل، حيث قسم نقل المسلمين إلى ستة أقسام، وأثبت أن نقل الثقة عن الثقة، حتى يصل به إلى النبي صلى الله عليه وسلم لم يوجد عند غير المسلمين، وأن المبادئ الأساسية للإسلام والشريعة المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم وما يتعلق به من الأحكام، كلها ثابت بهذا النوع من النقل.
(١) راجع الفصل في الملل والنحل / تاريخ تدوين حديث للدكتور محمد زبير الصديقي / ١٢٥.