للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وامتزجت صدورهم وأرواحهم بها صعدت روحه إلى بارئها راضية مرضية وصدق الله العظيم حيث يقول: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} (١) {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} (٢) {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي} (٣) {وَادْخُلِي جَنَّتِي} (٤) وكان ذلك آخر ذي القعدة من سنة ألف ومائتين وست من الهجرة. رحمه الله رحمة واسعة وأفسح له في جناته.

وقد كانت فجيعة المسلمين به كبيرة ونكبتهم فيه عظيمة ومصابهم فادحا، ولقد شيعه الناس بقلوب منفطرة وألسنة ملجمة وأعين شاخصة وكواهل واهنة، وأخذوا يعزون بعضهم بعضا لأن كل واحد منهم يشعر في قرارة نفسه أن المصاب مصابه وأن الفجيعة فجيعته.

ولقد رثاه الشعراء وأثنى عليه العلماء ورثاه الشيخ حسين بن غنام من قصيدة طويلة أولها:

إلى الله في كشف الشدائد نفزع ... وليس إلى غير المهيمن مفزع

لقد كسفت شمس المعارف والهدى ... فمالت دماء في الخدود وأدمع


(١) سورة الفجر الآية ٢٧
(٢) سورة الفجر الآية ٢٨
(٣) سورة الفجر الآية ٢٩
(٤) سورة الفجر الآية ٣٠