للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخته: أم عميس بنت مسلمة، وهي امرأة رافع بن خديج، وهي التي نزل فيها قوله تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} (١) وهي من المبايعات لرسول الله صلى الله عليه وسلم، (٢) كما كانت زوج محمد بن مسلمة وهي عمرة من المبايعات (٣) أيضا، وكانت زوجه أم عمرو بنت سلامة بن وقش من المبايعات (٤) أيضا.

وهكذا كان محمد بن مسلمة في بيت كله إيمان وتقوى.

لقد كان من أكابر الصحابة (٥) ومن فضلائهم (٦) وسادتهم (٧) وشجعانهم، (٨) وكان موضع ثقة النبي صلى الله عليه وسلم وثقة الخلفاء الراشدين من بعده.

وصف شجاعته عباد بن بشر بن وقش الذي كان زميله في قتل اليهودي ابن الأشرف، فقال في قصيدته التي فيها:

صرخت به فلم يعرض لصوتي ... وأوفى طالعا من رأس جدر (٩)

فعدت فقال من هذا المنادي ... فقلت: أخوك عباد بن بشر (١٠)

فعانقه ابن مسلمة المرادي (١١) ... به الكفار كالليث الهزبر (١٢)

وشد بسيفه صلتا عليه ... فقطره أبو عبس بن جبر

وكان الله سادسنا فأبنا ... بأنعم نعمة وأعز نصر (١٣)


(١) سورة النساء الآية ١٢٨
(٢) المحبر (٤١١).
(٣) المحبر (٤١٤ و ٤١٥).
(٤) المحبر (٤١٧).
(٥) خلاصة تهذيب الكمال (٣٥٩).
(٦) الاستيعاب (٣/ ١٣٧٧).
(٧) البداية والنهاية (٨/ ٢٧).
(٨) الاستبصار (٢٤١).
(٩) البيت في مغازي الواقدي: صرخت به فلم يجفل لصوتي وأوفى طالعا من فوق قصر.
(١٠) الاستبصار (٢٢٠).
(١١) رادى الرجل عن قومه: إذا ناضل عنهم.
(١٢) الهزبر في الأصل صفة للأسد ثم أطلقت علما عليه.
(١٣) الاستبصار (٢٣٨) وانظر تمام القصيدة في: مغازي الواقدي (١/ ١٩٠ - ١٩١).