للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومات سنة ثلاث وأربعين الهجرية (٦٦٣ م) وهو يومئذ ابن سبع وسبعين سنة.

وهذا التاريخ لوفاته ما نرجحه، لإجماع المؤرخين عليه، ولأنه يقارب ما بلغ عمره إليه من سنوات، وقيل توفي سنة ست وأربعين الهجرية بالمدينة (١) وصلى عليه مروان بن الحكم، (٢) وقيل: توفي في سنة سبع وأربعين وهو ابن تسع وسبعين سنة (٣).

وهناك رواية أن أهل الشام قتلوه. فقد دخل عليه رجل من أهل الأردن وهو في داره فقتله، (٤) لكونه اعتزل عن معاوية في حروبه، (٥) والرواية ضعيفة لأن أكثر الذين أرخوا له لم يأخذوا بها ولم يتطرقوا إليها، ولإجماعهم على أنه مات بأجله المحتوم.

وقد استوطن المدينة ومات بها، ولم يستوطن غيرها، (٦) إلا مدة الفتنة، فقد رحل إلى الربذة في الصحراء - واعتزل الفتنة هناك.

وهكذا انتهت حياة صحابي جليل، كان يملأ الأعين قدرا وجلالا، والنفوس تقديرا وإجلالا، والقلوب أسوة ومثالا، خدم عقيدته والمسلمين ولا يزال ذكره يعطر صفحات التاريخ.


(١) طقبات ابن سعد (٣/ ٤٤٥).
(٢) الاستبصار (٤٢٢).
(٣) تهذيب الأسماء واللغات (١/ ٩٢).
(٤) الإصابة (٨/ ٦٤).
(٥) تهذيب التهذيب (٩/ ٤٥٥).
(٦) أسد الغابة (٤/ ٣٣) بالاستيعاب (٣/ ١٣٧٧).