بالإسلام، وإن وجدنا بعض الجهود، فهي جهود مباركة ولكنها تبقى جهودا فردية يعتريها التقصير وعدم المتابعة على كل حال، ولا أفهم لماذا يقف الأمر عند هذا الحد، ولعله يتم تدارك هذا النقص إن شاء الله تعالى.
ونصيحة أخرى إلى إخواني المسلمين، أدعوهم إذا سافروا في رحلات خارجية أن يتمسكوا بالآداب والأخلاق الإسلامية في السلوك والتصرفات والمعاملات واللباس وكل ما هو إسلامي، أدعوهم أن يحتفظوا بشخصيتهم الإسلامية الفريدة، وألا يسارعوا بتغيير ثيابهم الإسلامية ويستبدلون بها أزياء وثياب أهل الكفر، أرجوهم ألا يستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، ومن وراء تغيير الثياب شر عظيم، إذ يعقبه تغيير الأخلاق والآداب والسلوكيات الإسلامية.
إنني أوجه نصيحتي لإخوتي جميعا وبأعلى صوتي فأقول ألا لا تغيروا الأخلاق القرآنية، ولا تتخلوا عن عزكم ومصدر فخركم الذي ينبع من التمسك بالإسلام قولا وعملا.
والمداومة على التمسك بكل ما هو إسلامي في صدق وآباء وشمم بما ينبئ عن روح إسلامية حقيقية، وإن الظاهر الإسلامي عز ووقار وفيه الحفاظ على الجوهر النقي، أقول هذا وأنا أشعر بمرارة الألم عندما أرى إخواني المسلمين في الخارج يطرحون ثياب الإسلام ويلبسون ثياب الإفرنج الكفرة، بل ويسيرون في أمور معاشهم اليومية على النهج الغربي غير الإسلامي في السلوك والمعاملة ويركبون سفن من كان قبلهم شبرا بشبر وذراعا بذراع، في الوقت الذي ينبغي عليهم أن يحافظوا على شخصيتهم الإسلامية مصدر العز والفخار لنا جميعا، وكأني بهم يخجلون من كونهم مسلمين ويحرصون على ألا يرى أحدهم بالزي الإسلامي، وكأنها وصمة عار تلحق من ظهر بهذا المظهر، وتراهم يعادون اللحية فتمتد أيديهم لحلقها والتخلص منها فيجزونها ليتشبهوا بالقوم الذين حلوا في ديارهم، فهل نرى نحن الكفار يتشبهون بنا إن هم حلوا في بلاد الإسلام؟ فكيف يبقى الكافر على كفره بين ظهراني المسلمين ويتحول المسلم عن إسلامه ومما يطلبه منه دينه بين ظهراني الكفار؟ والواجب أن يظهر المسلم معتزا ومفتخرا بكونه مسلما ينتسب لدين الحق.