الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد: - فقد نشرت صحيفة المدينة بعددها رقم ٦٠٨٨ وتاريخ ٢٣ / صفر ١٤٠٤هـ ص ١٥ الموضوع المشار إليه أعلاه " نتائج غفلة المسلمين ".
وقد استهدفت فيه كعب الأحبار رحمه الله، وهو تابعي جليل، فرمته بالنفاق والكيد منه للإسلام كما رمت الصحابة رضي الله عنهم بالغفلة إزاء ما زعمته من نفاق كعب وأمثاله من مسلمة أحبار أهل الكتاب كوهب بن منبه، فآل الأمر بالمسلمين من جراء تلك الغفلة المزعومة إلى قتل عمر ثم عثمان ثم الفتن التي انتشرت فعمت المسلمين كقطع الليل المظلم. . إلخ.
ولا شك أن مثل هذا المقال المغرض لا يصدر إلا من جاهل بحقيقة حال كعب رحمه الله، وبما كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان، أو من ذي غل أعمى بصيرته فلم يبصر حال أولئك على حقيقتها فضل عن واجب الأخوة الإيمانية حيث قال الله تعالى:{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}(١).