للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجل: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (١). وقوله سبحانه: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (٢).

وصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من يحرم الرفق يحرم الخير كله (٣)». وقال عليه السلام: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه (٤)». وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: «إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف (٥)». في أحاديث كثيرة تدل على أن الواجب على الدعاة إلى الله سبحانه والناصحين لعباده أن يتخيروا الأساليب المفيدة، والعبارات التي ليس فيها عنف ولا تنفير من الحق، والتي يرجى من ورائها انصياع من خالف الحق إلى قبوله والرضا به، وإيثاره والرجوع عما هو عليه من الباطل، وأن لا يسلك في دعوته المسالك التي تنفر من الحق، ويدعو إلى رده وعدم قبوله، وأسأل الله أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه، والثبات عليه، والدعوة إليه على بصيرة، وأن يعيذنا وسائر المسلمين من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، ومن القول عليه سبحانه وعلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- بغير علم إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.

الرئيس العام

لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

عبد العزيز بن عبد الله بن باز


(١) سورة الأعراف الآية ١٥٧
(٢) سورة التوبة الآية ١٠٠
(٣) صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٩٢)، سنن أبو داود الأدب (٤٨٠٩)، سنن ابن ماجه الأدب (٣٦٨٧)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٣٦٦).
(٤) صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٩٤)، سنن أبو داود الأدب (٤٨٠٨)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ١٢٥).
(٥) صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٩٣)، سنن الترمذي الاستئذان والآداب (٢٧٠١)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ٣٧).