للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢ - سعة حفظهم وسيلان أذهانهم.

٣ - ولأن أكثرهم لا يعرفون الكتابة.

ثم حدث في أواخر عصر التابعين تدوين الآثار وتبويب الأخبار وعلل ذلك:

١ - بانتشار العلماء في الأمصار.

٢ - ظهور فرق المبتدعة من الخوارج والروافض والمعتزلة.

ويبين أن أول من جمع ذلك الربيع بن صبيح (١). وسعيد بن أبي عروبة (٢). وغيرهما.

وكانوا يصنفون كل باب على حدة. إلى أن قام كبار أهل الطبقة الثالثة (وأهل هذه الطبقة هي التي اصطلحنا على إدماجها ضمن فئات الدور الرابع من أدوار الاجتهاد الفقهي) فدونوا الأحكام. فصنف الإمام مالك الموطأ وتوخى فيه القوي من حديث أهل الحجاز، ومزجه بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين ومن بعدهم.

وصنف أبو محمد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج بمكة، وأبو عمر وأبو عبد الرحمن بن عمر الأوزاعي بالشام، وأبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري. بالكوفة وأبو سلمة حماد بن سلمة بن دينار


(١) مجاهد صالح توفي غازيا في بحر السند سنة ١٦٠ هـ
(٢) وفاته سنة ١٥٦ هـ ولهما ترجمة في تهذيب التهذيب. محب الدين الخطيب حاشية الهدي الساري ص ٦.