للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مجرد الدلالة اللغوية التي تعني السبق والمتابعة، فسلف بمعنى سبق وتقدم، وبمعنى مضى وانقضى، وسلف السائر سلفا أي: تقدمه وسبقه، وأما خلف ففي المعجم: خلف فلانا خلفا: جاء بعده فصار مكانه، وفي القرآن الكريم: {عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ} (١) {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ} (٢) وكذا الخلف: والعوض والبدل (٣).

وقد حملت بعض الكتب أسماء تؤدي هذا المعنى اللغوي، مثل: " صلة الخلف بموصول السلف " لمحمد بن سليمان المغربي (ت ١٠٩٤هـ)، والكتاب عبارة عن ثبت بأسماء كتب ألفها السابقون من العلماء، وهي تفيد الذين أتوا بعدهم (٤).

وكذلك كتاب ابن رجب الحنبلي " معان فضل السلف على الخلف " وفيه عدة رسائل في باب العلم والآداب، كما يحوي كلاما موجزا في العقائد (٥).

وقد يراد بهما معنى اصطلاحي مشتق من المعنى اللغوي، كما في عنوان رسالة الشيخ عثمان بن أحمد النجدي: " نجاة الخلف في اعتقاد السلف " إذ لا يعقل أن الأمر هنا مجرد دلالة لغوية، فيكون المعنى نجاة من لحق في اتباعه لمن سبق، دون تقييد لصفات أخرى تجعل هذا السابق جديرا بأن يكون اتباعه منجيا.

وقد حدد ابن تيمية مفهوم السلف بما يفيد أنهم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتابعون وتابعوهم المعنيون بـ: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم (٦)».


(١) سورة المائدة الآية ٩٥
(٢) سورة مريم الآية ٥٩
(٣) المعجم الوسيط ١/ ٢٥٠، ٤٤٦. وانظر: محمد فريد وجدي / دائرة المعارف ٥/ ٢٢٩.
(٤) مخطوط بجامعة الإمام محمد بن سعود تحت رقم ٣٨٧٤.
(٥) مخطوط بجامعة الإمام محمد بن سعود تحت رقم ٣٢٩٢.
(٦) أخرجه البخاري ومسلم والترمذي، جامع الأصول / ٩ / في فضائل الصحابة حديث رقم / ٦٣٤٥ - طبعة دار الإفتاء بالرياض.