للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكبرى (١)، وكان لهؤلاء الرماة الأثر العظيم في إحراز المسلمين النصر في هذه الغزوة الحاسمة على المشركين.

وقد قتل من المشركين يوم بدر حنظلة بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية، وكان من مشاهير مشركي قريش (٢).

وكان زيد البشير الذي أوفده النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة بفتح بدر (٣)، فقد بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - زيد بن حارثة إلى أهل (السافلة) من المدينة وبعث عبد الله بن رواحة إلى أهل (العالية) بشيرين بنصر المسلمين على المشركين في بدر، قال أسامة بن زيد: " فأتانا الخبر حين سوينا التراب (٤). على رقية ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي كانت عند عثمان بن عفان رضي الله عنه، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد خلفني عليها مع عثمان - أن زيد بن حارثة قدم، فجئته وهو واقف بالمصلى وقد غشيه الناس وهو يقول: قتل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو جهل بن هشام، وزمعة بن الأسود، وأبو البختري العاص بن هشام، وأمية بن خلف، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج! قلت: يا أبت! أحق هذا؟! قال نعم والله يا بني! " (٥).

وكان رجل من المنافقين قد قال لأسامة بن زيد: " قتل صاحبكم ومن معه". وقال آخر منهم لأبي لبابة: "قد تفرق أصحابكم تفرقا لا يجتمعون بعده، وقتل محمد وهذه ناقته نعرفها، وهذا زيد لا يدري ما يقول من الرعب"، قال أسامة بن زيد: "فأتيت أبي، فكذب قول المنافقين " (٦).

وهكذا استطاع زيد أن يبدد مخاوف أهل المدينة، ويكذب إشاعات المنافقين المغرضة، ويعيد الهدوء والاطمئنان إلى المدينة.


(١) أنساب الأشراف (١/ ٣٢٣) وانظر تهذيب الأسماء واللغات (١/ ٢٠٢) وطبقات ابن سعد (٣/ ٤٥).
(٢) جوامع السيرة (١٤٧).
(٣) المحبر (٢٨٧) وتهذيب الأسماء واللغات (١/ ٢٠٢) وأسد الغابة (ط / ٢٢٦).
(٤) يريد: دفنوها وسووا التراب على قبرها.
(٥) سيرة ابن هشام (٢/ ٢٨٤ - ٢٨٥).
(٦) أنساب الأشراف (١/ ٢٩٤) انظر المغازي (١/ ١١٤).