للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحويطب بن عبد العزى في رجال من قريش، وخرج صفوان بمال كثير: نقر فضة، وآنية فضة وزن ثلاثين ألف درهم، وخرجوا على (ذات عرق) (١).

وقدم المدينة نعيم بن مسعود الأشجعي، وهو على دين قومه، فنزل على كنانة بن أبي الحقيق في بني النضير من يهود، فشرب معه، وشرب معه سليط بن النعمان بن أسلم - ولم تحرم الخمر يومئذ - وهو يأتي بني النضير ويصيب من شرابهم، فذكر نعيم خروج صفوان في عيره وما معهم من الأموال، فخرج من ساعته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في مائة راكب، فاعترضوا عير قريش وأصابوها، وأفلت أعيان قريش وأسروا رجلا أو رجلين.

وقدم زيد بالعير على النبي صلى الله عليه وسلم فخمسها، فكان الخمس يومئذ قيمة عشرين ألف درهم، وقسم ما بقي على أهل السرية.

وكان في الأسر، فرات بن حيان، فأتى به، فأسلم (٢).

وهكذا صعد النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الغزوة الحصار الاقتصادي على قريش، فهدد طريق تجارتهم إلى العراق أيضا، بعد أن هدد طريق مكة - الشام، وطريق مكة - الطائف في غزواته وسراياه السابقة.


(١) ذات عرق: مهل أهل العراق للحج، وهو الحد بين نجد وتهامة
(٢) مغازي الواقدي (١/ ١٩٧ - ١٩٨) وطبقات ابن سعد (٢/ ٣٦) وانظر سيرة ابن هشام (٢/ ٤٢٩ - ٤٣٠)