ومن الشاء خمسة آلاف شاة، ومن السبي مائة من النساء والصبيان.
«ورحل زيد بن رفاعة الجذامي في نفر من قومه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابه الذي كتب له ولقومه ليالي قدم عليه فأسلم، وقال:"يا رسول الله! لا تحرم علينا حلالا ولا تحل لنا حراما"، فقال:" كيف أصنع بالقتلى؟ "، قال أبو يزيد بن عمرو:" أطلق لنا يا رسول الله من كان حيا، ومن قتل فهو تحت قدمي هاتين"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صدق أبو يزيد». وبعث النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى زيد بن حارثة، يأمره أن يخلي بينهم وبين حرمهم وأموالهم، فتوجه علي، فلقي رافع بن مكيث الجهني بشير زيد بن حارثة على ناقة من إبل القوم، فردها علي على القوم، ولقي زيدا بالفحلتين، وهي بين المدينة وذي المروة، فأبلغه أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرد إلى الناس كل ما كان أخذ لهم (١).
وكان الهدف من هذه السرية، تأديب بني جذام الذين اعتدوا على دحية بن خليفة الكلبي، وهم يعلمون أنه أحد المسلمين، وليس النبي صلى الله عليه وسلم بالذي يرضى باعتداء أحد على مسلم من المسلمين؛ لأن الاعتداء عليه اعتداء على المسلمين كافة.
(١) طبقات ابن سعد (٢/ ٨٨) ومغازي الواقدي (٢/ ٥٥٥ - ٥٦٠)