يسري في بلاد الإسلام سريان النار في الهشيم؛ نتيجة للفراغ وضعف الإيمان في الأكثرية، وغلبة الجهل وقلة التربية الصحيحة والسليمة، فقد استطاعت الأحزاب الشيوعية في روسيا والصين وغيرهما أن تتلقف كل حاقد وموتور من ضعفاء الإيمان، وتجعلهما ركائز في بلادهم ينشرون الإلحاد والفكر الشيوعي الخبيث، وتعدهم وتمنيهم بأعلى المناصب والمراتب، فإذا ما وقعوا تحت سيطرتها أحكمت أمرها فيهما وأدبت بعضهم ببعض، وسفكت دماء من عارض أو توقف، حتى أوجدت قطعانا من بني الإنسان حربا على أممهم وأهليهم وعذابا على إخوانهم وبني قومهم، فمزقوا بهم أمة الإسلام، وجعلوهم جنودا للشيطان، يعاونهم في ذلك النصارى واليهود بالتهيئة والتوطئة أحيانا، وبالمدد والعون أحيانا أخرى؛ ذلك أنهم وإن اختلفوا فيما بينهم فإنهم جميعا يد واحدة على المسلمين، يرون أن الإسلام هو عدوهم اللدود، ولذا نراهم متعاونين متكاتفين بعضهم أولياء بعض ضد المسلمين، فالله سبحانه المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل.