للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهم خير من يقتدى به من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وهم الذين نقلوا لنا هذا الدين. أولئك الأفذاذ الذين هم أعلام الهدى ومصابيح الدجى. . وإن القدوة أولا وأخيرا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (١).

فقد أمر الله بالتأسي به والاهتداء بهداه والاستنان بسنته. . وحذرنا من مخالفة أمره ورتب على ذلك ألوانا من الوعيد الشديد، قال تعالى {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (٢) بل قد نبه الله تعالى بأنه ليس للمؤمن خيار إذا أمر الله أو أمر رسوله بأي أمر. قال تعالى {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} (٣) بل أخبر سبحانه أن طاعته صلى الله عليه وسلم من طاعة الله تعالى {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} (٤) وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} (٥) أي بمخالفتكم لسنته التي سنها لكم وبارتكابكم المنكرات والبدع والمخالفات.


(١) سورة الأحزاب الآية ٢١
(٢) سورة النور الآية ٦٣
(٣) سورة الأحزاب الآية ٣٦
(٤) سورة النساء الآية ٨٠
(٥) سورة محمد الآية ٣٣