للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصحابة ثم من التابعين كالشعبي وابن سرين ولكنه في التابعين بقلة؛ لقلة الضعف في متبوعيهم؛ إذ أكثرهم صحابه عدول وغير الصحابة من المتبوعين أكثرهم ثقات. ولا يكاد يوجد في القرن الأول الذي انقرض في الصحابة وكبار التابعين ضعيف إلا الواحد بعد الواحد كالحارث الأعور (٦٥ هـ) والمختار الكذاب (٦٧ هـ) - وقال أبو حاتم ابن حبان: ثم أخذ مسلكهم (مسلك الصحابة) واستن بسنتهم واهتدى بهديهم فيما استنوا من التيقظ في الروايات جماعة من أهل المدينة من سادات التابعين منهم: سعيد بن المسيب والقاسم بن محمد بن أبي بكر وسالم بن عبد الله بن عمر وعلي بن الحسين بن علي وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وعبيد الله بن عتبة وخارجة بن زيد بن ثابت وعروة بن الزبير، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وسليمان بن اليسار. فجدوا في حفظ السنن والرحلة فيها والتفتيش عنها والتفقه فيها (١).

وقال: ثم أخذ عنه العلم وتتبع الطرق وانتقاء الرجال، ورحل في جمع السنن جماعة بعدهم، منهم: الزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن عروة وسعد بن إبراهيم في جماعة معهم من أهل المدينة إلا أن أكثرهم تيقظا وأوسعهم حفظا وأدومهم رحلة وأعلاهم همة الزهري - رحمة الله عليه (٢).

ومن المعلوم بالضرورة لكل مطلع على حركة سير الحديث النبوي نحو


(١) كتاب المجروحين ١/ ٣٨
(٢) كتاب المجروحين ١/ ٣٩