للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه وقد بعثه إلى اليمن: «إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله وحده - وفي رواية: فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله- فإن هم أطاعوا لك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم، فإن أطاعوا بها فخذ منهم وتوق كرائم أموالهم (١)».

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله (٢)».

وقد جعل الإمام البخاري - رحمه الله- هذا الحديث تفسيرا لقوله تعالى {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} (٣)، فالتخلية في هذه الآية والعصمة في ذلك الحديث بمعنى واحد (٤).


(١) أخرجه البخاري، الفتح ٣/ ٢٦١، كتاب الزكاة، ومسلم ١/ ٥٠، ٥١ كتاب الإيمان، وأبو داود ٢/ ١٩٩ - ٢٠٠، والترمذي ٢/ ٦٩، والنسائي ٥/ ٢ - ٤، وابن ماجه ١/ ٥٦٨ كلهم في الزكاة، والإمام أحمد في المسند ١/ ٢٣٣، وكرائم الأموال هي جامعة الكمال الممكن في حقها من غزارة لبن وجمال صورة أو كثرة لحم وصوف.
(٢) أخرجه البخاري ١/ ٧٥ كتاب الإيمان، ومسلم أيضا ١/ ٥١ - ٥٢، وأبو داود ٢/ ١٦٣ - ١٦٩ في الزكاة والترمذي ١/ ١١٧ في الإيمان، والنسائي ٥/ ١٤، وابن ماجه ١/ ٢٧ والإمام أحمد ١/ ١١، والدارمي في سننه ١/ ٣٧٩، وابن أبي شيبة في المصنف ٣/ ١١.
(٣) سورة التوبة الآية ٥
(٤) فتح الباري بشرح صحيح البخاري: للحافظ ابن حجر ١/ ٧٥.