للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعني بذلك: استسلمت لطاعة من استسلم لطاعته المزن وانقادت له (١).

وجاء تفسير الآية بإخلاص العمل، عن ابن عباس رضي الله عنهما، وكذلك قال مقاتل: هي إخلاص العمل وإخلاص الدين والتوحيد، وقيل إخلاص القصد. وقيل: الخضوع والتواضع.

وقد أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام بالإخلاص له والاستسلام والانقياد، فأجاب إلى ذلك قدرا وشرعا {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (٢)

وهذه المعاني كلها متقاربة ولا تنافي بينها، وما قد يظهر فيها من خلاف فهو اختلاف تنوع، لا اختلاف تضاد، واختلاف التنوع هذا على نوعين:

أحدهما: أن يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه، تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر، مع اتحاد المسمى.

والثاني: أن يذكر كل منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع.


(١) تفسير الطبري ٢/ ٥١٠ - ٥١١، تفسير ابن كثير ١/ ١٥٥.
(٢) سورة البقرة الآية ١٣١