للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأول ذلك الاهتمام بكتاب الله فهما وعملا، كما جاء في الحديث الصحيح: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه (١)». ثم قراءة كتب الحديث الموثوقة المعتبرة، وغيرها من كتب الفقه والعقيدة المعتمدة عند أهل السنة والجماعة. وأن يتلقوا كل ذلك على أيدي علماء معروفين بالصلاح والتقوى وحسن العقيدة والعلم الصحيح.

وعلى الإخوة العلماء في المجتمعات ذات الأقلية المسلمة أن ينشطوا في مجال الدعوة إلى الله بين إخوانهم وغيرهم، ولهم الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى.

وهذا العمل من أجل الأعمال وأعظمها كما تقدم في قوله تعالى {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (٢) ثم بعد ذلك يجب عليهم تبليغ هذا الدين إلى من حولهم من الأمم الأخرى، لأن دين الإسلام للناس كافة قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} (٣) وهذه المجتمعات بأشد الحاجة إلى هذا الدين، والداعي إلى الله يحصل له الأجر العظيم إذا كان سببا في هداية هؤلاء وإرشادهم لما خفي عليهم من أمور دين الإسلام كما تقدم في قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: «فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم (٤)».

فبهذه الدعوة يدخل في دين الله، دين الإسلام إن شاء الله أفواج ويقل عدد الكفار فتصبح الغلبة إن شاء الله تعالى للمسلمين، وإن لم يتمكن المسلم في تلك البلاد من الدعوة فعليه أن يلتزم بدينه وأن يتخلق بالأخلاق والآداب الإسلامية لأنها دعوة بالفعل، ولأنها محببة لذوي


(١) صحيح البخاري فضائل القرآن (٥٠٢٧)، سنن الترمذي فضائل القرآن (٢٩٠٧)، سنن أبو داود الصلاة (١٤٥٢)، سنن ابن ماجه المقدمة (٢١١)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٦٩)، سنن الدارمي فضائل القرآن (٣٣٣٨).
(٢) سورة فصلت الآية ٣٣
(٣) سورة الأعراف الآية ١٥٨
(٤) صحيح البخاري المناقب (٣٧٠١)، صحيح مسلم فضائل الصحابة (٢٤٠٦)، سنن أبو داود العلم (٣٦٦١)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٣٣٣).