للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسجد فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا إلى قرب المسجد، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لهم إنه بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد، قالوا نعم يا رسول الله قد أردنا ذلك، فقال يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم (١)» إلى غير ذلك مما في معنى هذه الأحاديث، فإنها تدل على أنه ليس المقصود الأمر بمطلق أداء الصلاة جماعة فقط، بل الأمر بأدائها جماعة في المسجد إقامة لهذه الشعيرة في بيوت الله، وتنزها عن صفات المنافقين في التخلف عنها، ورجاء المثوبة والأجر والمغفرة من الذنوب ورفع الدرجات بما يمشيه إلى بيت الله تعالى من الخطوات، وتعرضا لدعوات الملائكة له بالرحمة والمغفرة، مادام في مصلاه لا يمنعه من انصرافه منها إلا انتظاره للصلاة، ومن صلى في بيته أو مزرعته أو متجره جماعة مع إمام المسجد على صوت المذياع مثلا، وتخلف عن شهود الجماعة في بيت الله، دل ذلك على فتوره، وعن امتثاله أوامر الشريعة وصدوده وعزوف نفسه عما يضاعف له به الحسنات، ويرفعه الله به إلى أعلى الدرجات، ويغفر له به السيئات، وخالف الأوامر الدالة على وجوب أدائها في المساجد، واستحق الوعيد الذي توعد به المتخلفون عن شهود الجماعة في المساجد. ثم إنه قد تقع صلاته على أحوال لا تصح معها صلاته عند جماعة من الفقهاء مثل كونه منفردا خلف الصف مع إمكان دخوله في صف لو كان بالمسجد، وكونه أمام الإمام وقد يعرض ما لا يمكنه معه الاقتداء بالإمام كخلل في جهاز الاستقبال أو الإرسال أو انقطاع التيار الكهربائي وهو في أمن من هذا الوصل في مكان يرى فيه الإمام والمأمومين بهذا، نرى أنه لا يجوز أن يصلي في بيته منفردا أوفى جماعة مستقلة عن جماعة المسجد أو مقتديا بإمام المسجد عن طريق الإذاعة.

ولا يجوز للرجل أن يغسل غير زوجته من الإناث، سواء كن محارم أو أجنبيات، إلا جارية صغيرة ماتت دون سبع سنوات فله أن يغسلها، وعلى هذا إن ماتت امرأة بين رجال فقط يممت، تغليبا لجانب المحافظة على عورتها فإن


(١) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٦٦٥)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣٣٣).