للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أضاف بعضهم إليها شرطا ثامنا ونظمه بقوله:

وزيد ثامنها الكفران منك بما ... سوى الإله من الأنداد قد ألها

وأخذ هذا الشرط من قوله - صلى الله عليه وسلم -: «من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه (١)» رواه مسلم (٢) وذكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد ثم قال بعده: وهذا من أعظم ما يبين معنى لا إله إلا الله، فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصما للدم والمال، بل ولا معرفة معناها مع لفظها، بل ولا الإقرار بذلك، بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده لا شريك له، بل لا يحرم ماله ودمه حتى يضيف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله، فإن شك أو تردد لم يحرم ماله ودمه. . الخ، ومعنى هذا الشرط أن يعتقد بطلان عبادة من سوى الله، وأن كل من صرف شيئا من خالص حق الله لغيره فهو ضال مشرك، وأن كل المعبودات سوى الله من قبور وقباب وبقاع وغيرها نشأت من جهل المشركين وخرافاتهم، فمن أقرهم على ذلك أو تردد في صوابهم، أو شك في بطلان ما هم عليه فليس بموحد، ولو قال لا إله إلا الله، ولم يعبد غير الله. ومع ذلك فإن الشروط السبعة هي المشهورة في كتب أئمة الدعوة - رحمهم الله، فنذكر عليها بعض الأدلة للتوضيح.

(فأولها): العلم ودليله قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} (٣) وروى مسلم عن عثمان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة (٤)» والمراد العلم الحقيقي بمدلول الشهادتين وما تستلزمه كل منها من العمل، وضد العلم الجهل، وهو الذي أوقع المشركين من هذه الأمة في مخالفة معناها، حيث جهلوا معنى الإله، ومدلول النفي والإثبات، وفاتهم أن القصد من هذه الكلمة معناها، وهو الذي


(١) صحيح مسلم الإيمان (٢٣)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ٣٩٤).
(٢) هو في صحيحه ١/ ٢١٢.
(٣) سورة محمد الآية ١٩
(٤) هو في صحيح مسلم بشرح النووي ١/ ٢١٨.