للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وسابعها): المحبة المنافية لضدها من الكراهية والبغضاء، فيجب على العبد محبة الله ومحبة رسوله، ومحبة كل ما يحبه من الأعمال والأقوال، ومحبة أوليائه وأهل طاعته، فهذه المحبة متى كانت صحيحة ظهرت آثارها على البدن، فترى العبد الصادق يطيع الله ويتبع رسوله - صلى الله عليه وسلم - ويعبد الله حق عبادته، ويلتذ بطاعته، ويسارع إلى كل ما يحبه مولاه من الأقوال والأعمال، وتراه يحذر المعاصي ويبتعد عنها، ويمقت أهلها ويبغضهم، ولو كانت تلك المعاصي محبوبة للنفس ولذيذة في العادة، لعلمه بأن النار حفت بالشهوات، والجنة حفت بالمكاره، فمتى كان كذلك فهو صادق المحبة، ولهذا سئل ذو النون المصري - رحمه الله-: متى أحب ربي؟ فقال إذا كان ما يبغضه أمر عندك من الصبر (١) ويقول بعضهم: من ادعى محبة الله ولم يوافقه فدعواه باطلة. وقد شرط الله لعلامة محبته اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (٢).

وقد سبق أن ذكرنا بعض الأدلة على محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - وما تستلزمه من الأعمال فكذلك محبة الله تعالى.


(١) ذكره أبو نعيم في الحلية ٩/ ٣٦٣ بإسناده عنه
(٢) سورة آل عمران الآية ٣١