ومادة أمن، قد جاءت في كتاب الله هي ومشتقاتها أكثر من ثمانمئة مرة " ٨٠٠ "، فالمؤمنون والإيمان والأمانة، والأمين، والذين آمنوا، كلها من الأمور المرتبطة حسا ومعنى بالإيمان ونتائجه. وكلها تؤدي برابطة قوية مع الله، ومن منطلق التمسك بشرعه.
كما أن الكلمات التي تدل على معنى الراحة والسكينة، وتوفير السعادة للنفس وتذكيرها بالله وعقابه لمن عصى وانحرف، والنعيم والفوز لمن أطاع واستجاب كثيرة في كتاب الله.
وما ذلك الاهتمام الكثير في كتاب الله بهذا الجانب، إلا لما يوليه التشريع الإسلامي من عناية فائقة بالنفس البشرية، وعناية بتوجيهها، مع كفل ما يريحها ويؤمنها من المخاطر؛ حتى تعمل وهي مطمئنة على النتيجة، مع راحة بال بالوصول لثمرة ما كلفت به؛ لأن العمل قد حداه يقين وصدق.
والسنة النبوية قد اهتمت في هذا الجانب بترسيخ ما جاء في القرآن الكريم، لزيادة تمكينه، بزيادة الدلالة اللفظية والمعنوية؛ لأن زيادة تأكيد المبنى، زيادة في تمكين المعنى، كما يقول بذلك البلاغيون.