وآيات الربا التي نزلت في تحريمه في سورة البقرة، وتأكيدات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خطبة الوداع، وفي توضيحاته لأنواع الربا، كل هذا من أجل تكوين مجتمع صالح، ومتماسك، لا يتسلط فيه قوي على ضعيف، أو يستغله من أجل ضعفه، ولا يكنز صاحب مال ماله لمنفعته الخاصة، أو لتحكم في قوت خلق الله.
بل لا بد أن يعمل فيه ما يسعد المجتمع، ويحقق الرخاء والنماء فيه، وليفتح مجالات العمل لفئات عديدة من البشر، هم في حاجة إليه ليقتاتوا بعمل شريف، وجهد حلال.
وحتى لا يترك أمر البيع أو الشراء بدون قيود، أو التدابر بدون محافظة، نظم القرآن الكريم كما في آية الدين في آخر سورة البقرة، ما يجعل صاحب المال متوثقا على ماله، مطمئنا على حقه بأنه سوف يأتي إليه عند حلول أجله، فيحصل بذلك النفع للآخذ والمعطي. واطمئنان كل منهما على الذي له والذي عليه.
وهذا ما يحقق أمنا اقتصاديا؛ لأنهم يقولون: رأس المال جبان، لا يتحرك إلا في الأمن والطمأنينة.
ولأن المال هو موطن الأثرة لدى البشر، وانتظام الحياة في المجتمعات، وموطن الشح للنفوس، فقد روعي فيه أمور تطمئن وتريح، وتنظم الحياة مثل:
كتابته والاستشهاد عليه: برجلين ثقتين، أو رجل وامرأتين ممن ترضى شهادتهم.
- تحديد الأجل.
- عدالة الكاتب والشهود.
- مراقبة الله بالنسبة للدائن والمدين، وأن تقواه سبحانه هي المحرك لكل منهما؛ لأنها تردع عن الظلم والجور.