للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصدق الله إذ يقول: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} (١)، وقد وصف الله الفئة المؤمنة بآيات كريمات في مطلع سورة سميت باسمهم، أعطتهم صفاتا مطمئنة ومريحة؛ لأنهم في يقين ورضا، قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} (٢) {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (٣) {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} (٤) {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} (٥) {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} (٦) {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} (٧) {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} (٨) {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} (٩) {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} (١٠) {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} (١١) {الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (١٢).

أما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وترك فيهم وصية خالدة تريح النفوس، وتهدئ المجتمعات وتضمن العدالة، وسمو المكانة والاستقرار لمن اتبع ذلك بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي (١٣)». ففيهما المخرج من كل معضلة، وفيهما الحل لكل مشكلة، وفيهما هدوء البال، وراحة الضمير، والراحة من كل قلق، وفيهما الرابطة القوية بالله عملا وبشرعه منهجا وسلوكا.

فقد قال بعض العارفين: كنت كلما ألم بي مشكلة، أو ضجرت من أمر يقلقني، ألجأ لكتاب الله، فأفتحه وينفتح معه الهدوء والاطمئنان لنفسي؛ لأنني أجد فيه حلا لكل أمر، وخروجا من كل مصيبة.

نسأل الله أن يعيننا على فهم كتاب الله وسنة رسوله الكريم - عليه الصلاة والسلام - وامتثالهما عملا وتطبيقا، والسير وفق شرعهما باستحضارهما في كل وقت، والاهتمام بهما في كل مناسبة، والرضا بما فيهما، والعمل بهما فهما وتحقيقا. والله الموفق لكل خير.


(١) سورة الأنعام الآية ٣٨
(٢) سورة المؤمنون الآية ١
(٣) سورة المؤمنون الآية ٢
(٤) سورة المؤمنون الآية ٣
(٥) سورة المؤمنون الآية ٤
(٦) سورة المؤمنون الآية ٥
(٧) سورة المؤمنون الآية ٦
(٨) سورة المؤمنون الآية ٧
(٩) سورة المؤمنون الآية ٨
(١٠) سورة المؤمنون الآية ٩
(١١) سورة المؤمنون الآية ١٠
(١٢) سورة المؤمنون الآية ١١
(١٣) سنن الترمذي تفسير القرآن (٣٠٧٥)، سنن أبو داود السنة (٤٧٠٣)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٤٥)، موطأ مالك الجامع (١٦٦١).