للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واس (١) بين الاثنين في مجلسك ووجهك، حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس وضيع من عدلك، الفهم الفهم فيما يتلجلج (٢) في صدرك ويشكل عليك، ما لم ينزل في الكتاب ولم تجر به سنة.

واعرف الأشباه والأمثال ثم قس الأمور بعضها ببعض، فانظر أقربها إلى الله وأشبهها بالحق فاتبعه واعمد إليه.

لا يمنعنك قضاء قضيته بالأمس راجعت فيه نفسك، وهديت فيه لرشدك، فإن مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل.

المسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلودا حدا، أو مجربا عليه شهادة زور، أو ظنينا في ولاء قرابة.

واجعل لمن ادعى حقا غائبا أمدا ينتهي إليه، أو بينة عادلة، فإنه أثبت للحجة، وأبلغ في العذر، فإن أحضر بينة إلى ذلك الأجل أخذ بحقه، وإلا وجهت عليه القضاء.

البينة على من ادعى واليمين على من أنكر.

إن الله - تبارك وتعالى - تولى منكم السرائر، ودرأ عنكم الشبهات.

وإياك والغلق والضجر والتأذي بالناس، والتنكر للخصم في مجالس


(١) واس: من المواساة، وهي التسوية والعدل، أي سو بينهم، في هذا كله، واجعل بعضهم أسوة بعض.
(٢) يتلجلج: التلجلج هو التردد وعدم ظهور الأمر وجلاؤه