للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو ثقة - أن سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى أراه الكتاب وقرأه لديه، وهذه وجادة جيدة في قوة الإسناد الصحيح إن لم تكن أقوى منه، فالقراءة من الكتاب أوثق من التلقي عن الحفظ، وقد نقلها أيضا ابن الجوزي في سيرة عمر بن الخطاب ص ١٣٥ (١) " عن أبي عبد الله بن إدريس - وهو إدريس بن يزيد - قال: أتيت سعيد بن أبي بردة فسألته عن رسائل عمر بن الخطاب التي كان يكتب بها إلى أبي موسى، وكان أبو موسى قد أوصى إلى أبي بردة قال: فأخرج إلي كتبا فرأيت في كتاب منها] (٢) إلخ.

بل إن ابن حجر العسقلاني - رحمه الله - اعتبر اختلاف الروايات حتى ولو كانت منقطعة مما يقوي أصل الرسالة ويشد بعضها أزر بعض، فقال: [وساقه - يعنى رسالة عمر - ابن حزم من طريقين، وأعلهما بالانقطاع، لكن اختلاف المخرج فيهما مما يقوي أصل الرسالة، لا سيما وفي بعض طرقه أن راويه أخرج الرسالة مكتوبة (٣).


(١) في طبع دار إحياء علوم الدين بدمشق ـ تأريخ عمر بن الخطاب ـ ص ١٥٥ ـ ١٥٦.
(٢) التعليق على المحلى لابن حزم جـ ١ ص ٧٩ الناشر مكتبة الجمهورية العربية سنة ١٣٧٨ هـ.
(٣) تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير جـ ٤ ص ١٩٦ المدينة المنورة سنة ١٣٨٤هـ.