للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبارك ممن لا يعتمد قولهما في الجرح والتعديل بشكل عام، وليس بذاك بل هما من الحفاظ. فأما العباس فقال عنه ابن حجر: (ثقة حافظ) (١) كما أن الذهبي - رحمه الله - ذكره في رسالته: (ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل) (٢).

وأما زيد بن المبارك وإن كان أقل منزلة من العباس إلا أنه " صدوق عابد " (٣) كما ذكر ذلك ابن حجر العسقلاني - رحمه الله -.

وبهذا يتبين لك أن الذي تكلم فيه ليس من رعاع الناس أو أدعياء العلم بل هما من العلماء الثقات فعش رجبا تر عجبا.

وإذا كان الإمام عبد الرزاق لم يسلم من طعن الطاعنين فإن هذا ليس بمستغرب حينما أقول لك أن هناك من تكلم في الإمام مالك والإمام الشافعي - رحمهما الله تعالى - (٤). بل إن هناك من ترك حديث الإمام البخاري الذي أطبقت الأمة على فضله وعلمه وحفظه (٥) وما أحسن قول أبي العتاهية:

ومن ذا الذي ينجو من الناس سالما ... وللناس قال بالظنون وقيل

وقول الأخر:

يا ناطح الجبل العالي ليكلمه ... أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل (٦)


(١) تقريب التهذيب (١/ ٣٩٧).
(٢) (ص ١٨١) ت. عبد الفتاح أبو غدة. وانظر ترجمته في التهذيب (٥/ ١٢١).
(٣) التقريب (١/ ٢٧٧) وانظر ترجمته في التهذيب (٣/ ٤٢٤).
(٤) انظر جامع بيان العلم (٢/ ١٦١)
(٥) انظر الجرح والتعديل (٣/ ٢ / ١٩١).
(٦) هذا البيت والذي قبله تجدهما في جامع بيان العلم (٢/ ١٦١).