للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الحاكم: " سألته - أي الدارقطني - عن إسحاق الدبري؟ فقال: صدوق ما رأيت فيه خلافا، إنما قيل لم يكن من رجال هذا الشأن، قلت: ويدخل في الصحيح؟ قال: أي والله ".

وقد احتج أبو عوانة به في صحيحه وأكثر عنه الطبراني (١)، وقال مسلمة في الصلة: " كان لا بأس به وكان العقيلي يصحح روايته وأدخله في الصحيح الذي ألفه " (٢).

الخلاصة:

صحيح أن إسحاق الدبري تفرد برواية بعض كتب المصنف عن عبد الرزاق وهذا لا يضر، فإنه قد سمع منه بلا ريب، وإذا كان قد سمع منه وهو في سن الخامسة عشرة - على ما ذكر الخليلي - فهو قد سمع في سن واعية وفهم جيد.

وصنيع أبي عوانة والعقيلي في احتجاجهما به في صحيحهما ثم ثناء الدارقطني عليه بقوله: صدوق ما رأيت فيه خلافا، وقوله جوابا لمن سأله: هل يدخل في الصحيح بقوله: إي والله. يفيدنا أنهم يميلون إلى سلامته وصحة روايته، وهم من النقد بمكان وخاصة: الدارقطني. وذلك أن المناكير التي جاءت في روايته ليست منه عندهم، وإنما هي من مناكير عبد الرزاق، رواها إسحاق عنه كما سمعها منه. وبهذا يتحقق قول الدارقطني فيه: " صدوق ما رأيت فيه خلافا، ويدخل في الصحيح "، وقد قال ابن حجر: " والمناكير التي تقع: من حديث عبد الرزاق، فلا يلحق الدبري منه تبعة إلا أنه صحف أو حرف وإنما الكلام في الأحاديث التي عنده في غير التصانيف فهي التي فيها المناكير، وذلك لأجل سماعه منه في حالة


(١) انظر الميزان (١/ ١٨١).
(٢) لسان الميزان (١/ ٣٤٩).