فيها الإلحاد والجمود، والإيمان بالماديات والمحسوسات فقط، وقلة التقدير لما لا يأتي تحت الحس والوزن، والعد والتجربة، وما لا يحصل له لذة أو نفع محسوس في الأخلاق، وسرت هذه الروح في علمهم وفلسفتهم وأدبهم وشعرهم وقصصهم وتمثيلهم.
فلا يكون من الحكمة التعليمية، ومن النصح للمسلمين نقل هذه العلوم، والكتب المؤلفة فيها إلى الشيء المسلم بروحها وضميرها، بل يجب أن تلون هذه العلوم من جديد تلوينا إسلاميا، وتؤلف فيها كتب مبتكرة، وتشيع بالروح الدينية، وتستخرج منها نتائج لا تعارض الدين، بل تؤيده وتبعث اليقين والإيمان، وهكذا يجب أن يعمل مع التاريخ والجغرافية، والعلوم الطبيعية، فلكل منها اتصال بالدين وكل منها مؤثر في الدين.
والحاصل أننا في البلاد الإسلامية في حاجة ملحة إلى نظام تعليمي إسلامي في الروح والوضع، والسبك والترتيب، لا يخلو كتاب من الكتب التي تعلم مبادئ اللغة إلى آخر كتاب يدرس في العلوم الطبيعية، أو الآداب الإنجليزية من روح الدين والإيمان، هذا إذا أردنا أن ينشأ جيل يفكر بالعقل الإسلامي، ويكتب بقلم مسلم، ويدير دفة البلاد بسيرة مسلم وخلقه، ويدير سياسة التعليم والمالية بمقدرة مسلم وبصيرة مسلم، وتكون البلاد الإسلامية إسلامية حقا في عقلها وتفكيرها، وسياستها وماليتها وتعليمها.