للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تكوين العقول والأخلاق والنفوس، وهو يمد التلميذ بذخيرة لغوية تنفعه نفعا كبيرا في حياته العلمية، وبذخيرة من الأساليب التي لا يستطيع البشر الإتيان بها، وبذخيرة من العقيدة والإيمان. ولقد أثبتت البحوث التي أجرتها إدارة التعليم على الطلبة الذين يحفظون القرآن الكريم في مساجد الأحياء، أن ٩٠ % من هؤلاء الطلاب مبرزون في جميع دروسهم الأخرى بما فيها الرياضيات والعلوم والجغرافيا.

لهذا فإنه يجب على الأمة الإسلامية رعاية مراكز تحفيظ القرآن، والعمل على تعميمها بواسطة ربطها بالمساجد، وإنشاء مدارس خاصة بها، وليس تدني مستوى الخرجين في العالم الإسلامي اليوم - بصفة عامة - في اللغة والفكر، والعقيدة والسلوك والقيم والأخلاق إلا نتيجة من نتائج حرمانهم من الثقافة القرآنية في الصغر، وتقليص مراكز تحفيظ القرآن التي كانت سائدة في الأحياء والقرى كالكتاتيب والمساجد، واستبدال ذلك بآيات متناثرة على مدى التعليم قبل الجامعي تحفظ لتنسى دون نطق سليم أوفهم رشيد (١).

وإذا أريد لأجيال المسلمين القادمة أن تحفظ من الانصهار تحت وطأة التحديات المعاصرة، علينا أن نعيد لمراكز تحفيظ القرآن الكريم مجدها وانتشارها، وجعل القرآن الكريم مادة أساسية في جميع مناهج التعليم النظامي على مدى مراحله قبل الجامعي.


(١) د. زغلول راغب محمد النجار، أزمة التعليم المعاصر، ط ١ مكتبة الفلاح، الكويت ١٤٠٠ هـ، ص ١١٩.