وهم إذ يقفون كالجبال الرواسي فإنهم بحمد الله لا يزالون في نشاط متزايد، وهمم عالية وصبر ومصابرة في مقارعة الأعداء لإخراجهم من بلادهم بالقوة بدون قيد ولا شرط إن شاء الله، ثقة بالله سبحانه واعتمادا عليه وإيمانا بما وعد به من النصر لمن نصر دينه وجاهد في سبيله، كما قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}(١).
وما كان أغلب الناس يتوقعون أن يقف شعب أعزل فقير صغير أمام دولته التي باعت نفسها للكافرين، وأمام الاتحاد السوفييتي والعالم الشرقي والدول التي تدور في فلكه، ما كان الناس يظنون أن هذا الشعب الذي جعل الله جهاده مفخرة للأمة الإسلامية - سيقف طويلا طودا شامخا أمام هذه القوى الكافرة الغاشمة، وهذا هو ظن روسيا التي كانت تحسبها نزهة مريحة وسفرا قاصدا، وظنها هذا هو الذي أرداها فخسرت وخابت وانزلقت أقدامها على سفوح جبال الجهاد في أرض الأفغان، وكانت تحسب أنها ستجد أمر الأفغان كأمر عدد من الدول التي انهارت أمامها في يوم أو يومين.
ولقد اطلعت على إحصائية للمجاهدين عن نتائج المعارك في العام الأخير، فكانت النتيجة بحمد الله تشرح الصدر، وتسر القلب، وتدل على توفيق إلهي وتأييد رباني لهؤلاء المجاهدين الشعث الغبر، الذين أذل الله بهم أعتى قوى الكفر في عصرنا.
يقول التقرير:
لقد سقط للروس ثلاثمائة طائرة وطائرتان، وحطم المجاهدون ألفا ومائتين وثلاثا وستين دبابة، وثلاثة آلاف سيارة وسيارتين، وتسعة وسبعين سلاحا ثقيلا، وغنموا سبعا وثلاثين دبابة، ومائة وإحدى وستين سيارة، وثلاثمائة وثمانية وعشرين سلاحا ثقيلا، وأربعة آلاف ومائة واثنين وتسعين سلاحا خفيفا، وقتل المجاهدون سبعمائة وثمانية وسبعين ضابطا، وجرحوا تسعمائة ضابط، وقتلوا من جند الكفر