لا شك أن لمعرفة التاريخ ورجال التاريخ فوائد وثمار لا يدركها تمام الإدراك إلا من عرف كيف يبتدئ مما انتهى إليه الناس ليأخذ من التجارب ومن العبر والعظات أنفع درس وأعلى تربية وحينما نروم في هذا البحث الحديث عن فذ من أفذاذنا ورجل من رجال العلم والتقى والصلاح ورحابة الأفق ذلكم هو شيخ الجيل الحاضر من العلماء وباعث النهضة العلمية في علوم الشريعة وعلوم اللغة وعلوم الاجتماع مجدد القرن الرابع عشر الهجري سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله رحمة واسعة وغفر له مغفرة تنتهي به إلى جنات عدن أعلى عليين، حينما نروم الحديث عن حياة سماحته وجوانب كفاحه في سبيل المساهمة في إرساء قواعد الشريعة الإسلامية ونشر علومها وتكثيف أهلها من عالمين ومتعلمين فإنما نحاول إعطاء هذا البحر من العلوم وهذا الجبل في الثبات وهذا المجاهد الصابر في سبيل مصلحة هذه البلاد ما يعتبر جزء من الاعتراف بفضله ومساعيه المشكورة في كل أعماله العلمية والقضائية والتعليمية والإصلاحات الاجتماعية وأن نذكر سيرته لنشئ جديد يتفيأ الآن ظلال أعماله ومساعيه ولنذكر أبناءه وأحفاده وتلاميذه بسيرته العطرة لعل في هذا التذكير ما يحفز الهمم إلى اقتفاء أثره في العلم والعمل.